اعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم (المنتهية ولايته ) مسعود البارزاني، يوم الخميسالمصادف 17 نيسان 2014، التوصل الى اتفاق مع حركة التغييرالمعارضة ( كًوران ) بزعامة نوشيروان مصطفىبشأن تشكيل حكومة الاقليم.
وقال سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني في مؤتمر صحفي عقده مع القيادي في حركة التغيير (عمر السيد علي) في دار الضيافة بمدينة اربيل بانهم توصلوا مع حركة التغيير الى اتفاق نهائي بشأن تشكيل الكابينة الثامنة لحكومة اقليم كردستان العراق.
واضاف ميراني أن ( الاتفاق يعد خطوة مهمة نحو السلم الاهلي والاستقرار في اقليم كردستان) . . . . !!
من جهته قال القيادي في حركة التغيير ورئيس الوفد المفاوض للحركة (عمر السيد علي): ( بعد سلسلة من الاجتماعات المتتالية مع الاخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني توصلنا اليوم الى أن نكون شركاء في الكابينة الجديدة لحكومة اقليم كردستان )، مبينا أن ( الحركة حصلت بموجب الاتفاق على رئاسة برلمان كردستان ووزارات البيشمركة و المالية و الاقتصاد والتجارة والصناعة والاوقاف، فضلا عن منصب رئيس هيئة الاستثمار، ومنصب وكيل وزير الداخلية ) .
وقال القيادي في حركة التغيير أن ( برلمان اقليم كردستان سيجتمع الاسبوع القادم لاختيار رئاسته) . . . ؟ !, وهذا دليل اخر على ان ( البرلمان الصامت ) يمثل الاحزاب والكتل ولا يمثل الوجه الحقيقي للشعب لأنه بعيد كل البعد عن طموحات الشعب الكردي وهمومه ومتطلباته . . . . !!
ويرى المتابعون للشأن السياسي في إقليم كردستان,بان الحزب الديمقراطي الكردستاني لايؤمن بوجود الصوت المعارض, وبدلا من رعاية هذا الصوت كونه يمثل العين الصائبة التي تؤشر مكامن الخلل السياسي والاداري الذي يحدث هنا او هناك ينظر له بعين العدو المتربص بالحكم ومصدر خطر يهدد امتيازاته, وعليه اقترح الحزب الديمقراطي الكردستاني تشكيل (حكومة اغلبية )تضم كل القوىوالاحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات وذالك لانهاء دورالقوى المعارضة في الساحة الكردستانية. . . !!.
ان حركة التغيير والقوى المعارضة بشكل عام وقعت في فخ السلطة او بالأحرى في فخ الحزب الديمقراطي الكردستاني الرابح الأكبر في التحالفات وألأتفاقات العلنية والسرية مع الاحزاب الاخرىبعد انتقالها من المعارضة إلى السلطة والمشاركة في التشكيلة الثامنة لحكومة إقليم كردستان العراقالتي كلف نيجيرفان بارزانينائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيس الحكومة المنتهية ولايتها بتشكيلها,. . . وسوف لن تكون مصيرها أفضل من مصير الاتحاد الوطني الكردستاني بعد إن مني بخسارة فادحة و كبيرة في انتخابات إقليم كردستان الأخيرة في سبتمبر/أيلول الماضي حيث أصبح ترتيبه الثالث بين القوائم الفائزة واثر هذا التراجع تعالت أصوات الكوادر والقواعد الحزبية والاعضاء والمؤازرين وعوائل الشهداء تطالب بمحاسبة القيادة المسؤولة التي أوصلت الاتحاد الوطني الكردستاني إلى التراجع مما انعكس بوضوح على تراجع جماهيرية الحزب في الشارع الكردستاني جراء ارتهان إرادة الحزب لحليفه الاستراتيجي ( الديمقراطي الكردستاني) . . . . ,وعليهيرى المتابعون للشأن السياسي في إقليم كردستان , بان الفرصة الوحيدة لنهوض الاتحاد الوطني الكردستاىي وكسب شعبيته من جديد بعد ان تراجع شعبيتة يوماً بعد أخر بسبب تحالفاته الذيلية مع الديمقراطي الكردستاني والتي سميت بالاتفاقية الاستراتيجية التي وقعت في تموز 2007 على أن تستمر لغاية (2015 )بين الحزبين الحاكمين في الاقليم والتي تضمنت بنوده مشاركة الحزبين بقائمة موحدة في الانتخابات وتناوبهما على شغل منصب (رئيس حكومة وبرلمان الإقليم) كل عامين بذريعة تحقيق أهداف الشعب الكردستاني . . . !! , وان الفرصة الوحيدة لنهوض الاتحاد الوطني الكردستاىي هي ممارسة دور المعارضة الحقيقية كما فعلت حركة (التغيير) سابقأعندما فرضت نفسها على الساحة السياسية الكردستانية والعراقية وأصبحت حتى اليوم من أكثر القوى تأثيرا على الساحة الكردستانية بدليل نتائج الانتخابات التي اشتركت فيها الحركة والتي حصلت على24 مقعدا في برلمان إقليم كردستان العراق، و8 مقاعد في البرلمان العراقي,نتيجة معارضتها ونضالها في سبيل محاربة الاحتكار السياسي والفساد. . . . , ولكن مشاركتها في التشكيلة الثامنة لحكومة إقليم كردستانو انتقالها من المعارضة إلى السلطةاثبتت للجميع بانها مسكونة بدورها ايضأ بهاجس السلطة والامتيازات الحزبية وخاصة بعد ان تقاسم مع الديمقراطي الكردستاني الحقائب الوزارية , كما تقاسمت معه المصالح المادية والامتيازات الحزبية و بذلك اثبتت بانها كانت تعارض حكم الحزبين الرئيسيين لتحل محلهم ومن ثم تقلدهم في كل شيء. . . !!
نعم . . . . مع مرور الوقت يتزايد يوماً بعد يوم تساقط أوراق التوت التي تغطي المعارضة الكردية والتي تضم (حركة التغيير بزعامة نوشيروان مصطفىوالجماعة الإسلامية والحركة الإسلامية). ومن خلال ممارساتهم الحقيقية التي بدأت تتكشف حتى للعيون التي ظلت مغمضة لفترة طويلة ولا تريد رؤية الحقيقة ,بان خلافاتهم مع الحزبين الحاكمين ( الديمقراطي والاتحاد الكردستاني ) كانت على تقاسم المسروقات والمكاسب الشخصية والامتيازات والمصالح الحزبية . . . !!وليس من اجل محاربة الفساد والتوزيع العادل للثروات وبناء البنية التحتية وإصلاح النظام السياسي وكتابة دستور للإقليم يفصل بين السلطات كما كانوا يدعون . . . !!
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : بعد انتقال حركة تغيير من المعارضة إلى السلطة، هل يتمكن الاتحاد الوطني الكردستاني من تحقيق حلم التغيير في حياته السياسية ويتحول الى الأقلية المعارضةللنهوض بالعملية السياسية وحمايتها من الانحراف والتخبط ؟ هل يستغل الاتحاد الوطني الكردستاني هذه الفرصة الذهبية لنهوض وكسب شعبيته من جديد والرفع من شأن الوطن والمواطنينودفع تيار التقدم والرخاء والاستقرار؟ هل يتحول الاتحاد الوطني الكردستاني الى معارضة ايجابية اكثر فاعلية من المعارضة السابقة ؟ هل سيتمكّن الإتحاد الوطني الكردستاني من النهوض من جديد أم أن حركة التغيير سوف تثبت وجودها كقوة جديدة في الوسط السياسي الكردي و العراقي وتصبح شريكاً للحزب الديمقراطي الكردستاني في اتفاق تقاسم السلطة والنفوذ والامتيازات في حكومة إقليم كردستان ؟ هل سيكون بمقدور حركة التغييرالكردية المحافظة على تأثيرها في الاوساط الكردية الشعبية بعد انتقالها من المعارضة إلى السلطة والمشاركة في التشكيلة الثامنة لحكومة إقليم كردستان العراق ؟ وهل ان هذا التغيير سيكون سببا لأن تكون حكومة كردستان العراق القادمة اكثر مسؤولية في ادارة شؤون كردستان من ذي قبل ام العكس ؟