لعقود مضت كانت الأحزاب الرئيسية في كوردستان وقياداتها التأريخية ونخص بالذكر الحزب الديمقراطي الكوردستاني بدءً بالزعيم الراحل (مصطفى البارزاني) وإنتهاءً بخلفه السيد (مسعود البارزاني) وكذلك الحال بالنسبة للإتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة الرئيس (جلال الطالباني) ..كانت هذه القيادات ترفع شعارات حول قدسية مدينة كركوك بالنسبة للكورد والتأكيد على وجوب عودتها لإقليم كوردستان العراق بموجب المادة (140) من الدستور ولقبت بقدس كوردستان تارة و قلبها تارة أخرى ، ولا تكاد تمر مناسبة إلا وتكرر هذه الأحزاب و القيادات تمسكها بكوردستانية كركوك والتأكيد على المآسي التي واجهتها والجرائم التي إرتكبتها الحكومات المتعاقبة منذ العهد الملكي حتى سقوط حزب البعث في عام 2003 من حملات التهجير والتعريب والتبعيث والتغيير القسري للجغرافيا السكانية للمدينة وحتى بعد مرور عقد كامل من السقوط فلا تزال المؤامرات مستمرة الداخلية منها والاقليمية والجرائم ضد المدينة ترتكب كل يوم والخلايا والتنظيمات الإرهابية لا ترحم البشر والحجر ..والهدف من كل هذا سلخ مدينة كركوك عن باقي المدن والمناطق الكوردية في العراق وتهديد مبدأ التعايش السلمي بين مكوناته وعدم تطبيق المواد الدستورية الخاصة بالمناطق المستقطعة من كوردستان أو كما يحلو للبعض أن يسميها بالمتنازع عليها.. ولكن وسط كل هذا ماذا نحن بفاعلين فالآخرين يوحدون صفوفهم و يتربصون بنا من كل ناحية ،يتحالفون بالرغم من الخلافات والإختلافات الفكرية والمذهبية .. وأين نحن من كل هذا في كركوك و الإنتخابات على الأبواب ... نغامر بوضع القضية المركزية في مهب الريح ،وكأننا لا نتعلم من أخطاء الماضي والإنتخابات في السنوات السابقة و ضياع الآلاف من الأصوات في كركوك فأصبح الهم الأكبر للأحزاب يتمحور حول الخلاف على منصب المحافظ و رئاسة قائمة كوردستانية موحدة لنحجم بل نقزم خلافاتنا على قضايا هامشية على شخص أو منصب بعينه ليأتي ونندم يوم لاينفع الندم والمقصود هنا طبعاً هو الدكتور (نجم الدين كريم) الطبيب والسياسي المخضرم ..وكفاحه في سبيل القضية الكوردية الذي لا يخفى على أحد ، الشخصية المحورية التي كانت ولا زالت تفرض إحترامها على مكونات مدينة كركوك على مختلف ألوانها و توجهاتها والمعروف بوسطيته وإعتداله ،الشخصية التي أثبتت جدارتها و بشهادة أهل المدينة كوردا و تركمانا وعربا بعد أن بذل جهودا حثيثة في مسألة الإعمار في كركوك وقدم خدمات جليلة لأهل المدينة حين عجز من سبقوه في المنصب في أن يفعلوا ما فعل هو.. ولكن في النهاية فإن الدكتور هو إنسان يجتهد فيخطئ ويصيب ،ومن الممكن أن يتعرض للإنتقاد ويمكن أن يتم مسائلته من النواحي القانونية ويمكن إنتقاده بشكل يخدم المدينة والأهم أن يخدم القضية الكوردية ، وعن طريق الحوار المتمدن والبناء نطرح المشاكل و نبحث سوياً عن الحلول لا أن نضع العربة أمام الحصان ونحول أهم قضايانا الى قضية شخصية و مناصب وكراسي و رئاسة كتلة ، وخلاف الحزبين الديمقراطي و الإتحاد الوطني الكوردستاني حول نجم الدين كريم يجب أن يتوقف عند هذا الحد فكركوك أكبر من مجرد خلاف بين حزبين ،كركوك التي دفع الكورد ..كل الكورد أثمانا باهظة في سبيل بقائها مدينة كوردية وكوردستانية و إستشهد في سبيلها آلاف مؤلفة من زينة شبابنا وفي سبيلها علينا أن نتجاوز الخلافات الحزبية الضيقة لإيجاد حلول ترضينا و ترضي أبناء المدينة المغلوبة على أمرها بين سندان الإرهاب ومؤامرة إنشاء قيادة قوات دجلة وفلول البعث من جهة ومطرقة العلاقة الفاترة بين الحزبين الرئيسيين وعبثيتها من الجهة الأخرى ، وهنا يأتي دور السيد (مسعود البارزاني) ليتدخل بحكمته المعهودة وبوصفه رئيسا لإقليم كوردستان أولاً ثم إبناً للراحل (مصطفى البارزاني) ثانياً الذي كان الدكتور نجم الدين كريم طبيبه الشخصي و من أقرب المقربين منه لسنوات عديدة .. فالسيد مسعود البارزاني يعرف الدكتور أكثر من غيره و يعرف أهمية دوره في هذه المرحلة الحرجة التي نمر بها وتمر بها المدينة وكذلك شعبيته الكبيرة في الشارع الكركوكي ويعرف أيضا أهمية وجود الرجل المناسب في المكان المناسب بل وفي التوقيت المناسب وهذا الشخص بلا أدنى شك هو الدكتور نجم الدين كريم ،والحل يكمن في التدخل السريع لإنهاء هذا الأزمة وإذابة هذا الجليد ، وقد لا نكون محتاجين الى عقد مؤتمرات و مبادرات و لقاءات مارثونية فلقاء الرئيس بارزاني مع نجم الدين كريم وبعض قيادات الحزبين من أبناء مدينة كركوك ستعيد المياه الى مجاريها وتصبح كافة الخلافات جزءا من الماضي وتكون حينها مدينة كركوك الرابح الأكبر حينها سيشارك الكورد في الإنتخابات القادمة بقائمة كوردستانية موحدة ويكونون على قلب رجل واحد وقادرين على الوقوف بوجه كافة التحديات .