ألكورد أحد أقدم ألشعوب القاطنة في ألشرق ألأوسط والذي لا يملك إلى يومنا هذا هويته و خصوصيته القومية على الرغم من المشاركة الفاعلة في بناء وخدمة الحضارة الانسانيه التي نشأت في هذه البقعة الجغرافية الحيوية من العالم منذ الاف السنين وكان الفاعل والمشارك القوى في بناء وحماية الحضارة الإسلامية منذ نشأتهاوالسلطان صلاح الدين الايوبي خيرشاهد على ذلك والذي تفتخر به الأمة العربية والاسلاميه اكثر منا كما هو وارد في ادبياتهم السياسيه والدينية قديماً وحديثاً وكان الاسلام مرتعاً خصاً لكل هذه الأمم وجاء لصالح بنائها القومي والتاريخي والحضاري بعكس الأمة الكردية التي خسرت كثيرا من الخصوصية القومية التاريخية والحضارية لصالح خدمة الأمة الإسلامية و إمبراطورياتها كالأموية والعباسية والعثمانية والصفوية وكانت نتائج حصادنا الاحباط والخذلان . في نهايات القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين نشأ ونمى الحس و الفكر القومي والوطني لدى شريحة واعية ومثقفه من أبناء امتنافأفرزت في النهاية العديد من الثورات والانتفاضات في مختلف مناطق كردستان حيث قادتها بعض النخب من الاسر الكريمة ورؤساء العشائر والقبائل وعدد غير قليل من رجال الدين لا مجال لشرحها بل اكتفى بذكرها في هذا المجال.
:- الثورة البدر خانية و ثورة الشيخ عبيد الله
النهاري والشيخ محمود الحفيد والشيخ سعيد پيران وسمكوشكاك والسيد رضا وثورة أرارات بالاضافة الى الثورات الثلاثة لبارزان مع جمهورية مهاباد عام ١٩٤٥ والتي قامت و انهارت بسبب الدعم والانسحاب السوفيتي من ايران بضغط من حلفائها الامريكان والانجليز بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. اغلب هذه الثورات التي ذكرناها أنفاً كانت في الحقيقه ذات طابع ديني تقليدي ولم يكن فيها الفكر والعامل القومي نهجاً في الدعوة والتوجيه عدا جمهوريه مهاباد. بخلاف الثورة الكردية المسلحة عام ( ١٩٩١) والتي برمج لها وشكل صياغتها استجابة للطموحات المرحليه لنضال شعبنا، الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة الراحل الخالد مصطفى البارزاني. حيث لم يكن فها البعد الديني سندا وداعماً لهابل كان الفكر الثوري والقومي ركيزة أساسية وقوة رافدةٍ في بقائها وديمومتها وبذالك إستطاع الشعب الكردي من تحقيق اول انتصار تاريخي تحت راية قائد الثورة وزعيم شعبنافي اتفاقية(١١ أذار)١٩٧٠. منح الشعب الكردي لأول مرة بشكل رسمي حكماً ذاتياً في العراق . تعتبر هذه المرحلة من نضال شعبنا والذي أرسى دعائمه البارزاني و اصبح لاحقا الاساس الرصين والثابت والحق المشروع للبناء السياسي والاداري والحضاري لشعبنا. ولأول مرة حصل فيها الكرد على بعض من حقوقهم القومية والثقافية والإدارية . تسارعت الاحداث على المستوى العراقي والاقليمي بعد احتلال العراق للكويت عام ١٩٩٠ و حرب الخليج وانتفاضة شعبنا عام ١٩٩١.
بعد سقوط نظام صدام عام ٢٠٠٣ ساهم الكرد في بناء العراق الفدرالي الجديد وتمخض عن ذلك حصول اقليم كردستان الحق الفدرالي وانبثق من جراء ذلك برلمان منتخب وحكومة محلية. ولو نظرنا الى تاريخ تأسيس دوله العراق في بدايات القرن العشرين منذ عام ١٩٢٠ حيث سيطر طائفة السنة على مراكز الحكم والإدارة و مواقع القرار وكانت النتيجة استبعاد الشيعة والكرد من المشاركه الفاعلة في السلطة و صياغه القرار وحرمانهم من حقوقهم القومية والثقافية ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية مع قتل الألاف وزج مئات الألوف في السجون والمعتقلات حتا وصل الأمر بهم الى الإبادة الجماعيةلمئات الألوف بأسم عمليات الانفال السيئه الصيت حيال شعبنا واستخدام الكيميائي في حلبچة ومناطق اخرى من كردستان.
بعد انتخابات عام ٢٠٠٥ و عدم مشاركة السنة بشكل فاعل في عملية الانتخابات الاولى بعد السقوط. تولى حكم العراق طائفة الشيعة وبمعاونة مساندة الكرد الا ان تجربة الأحد عشر عاماً من الحكم الجديد اصبح الوضع اكثر سوء اًوتعقيد اًحيث تم إقصاء واستبعاد السنة من المشاركة في الإدارة والحكم حتى وصل الأمر الى ضربهم في عقر دارهم في الغرب العراق و المناطق السنية الأخري ويحاول دكتاتور العراق الجديد تقوية المركز على حساب بقية المحافظات واقليم كردستان والاهتمام بتقوية الجيش والذي لا يمثل الا مصلحة (حزب) القائد العام للقوات المسلحة بدلا من الاهتمام بتوفير الحد ألادنا من الخدمات الضرورية في وسط وجنوب العراق والعمل باستمرا على خنق الإرادة الحرة لشعوب كردستان في المشاركه الحقيقية واسقاط مبدأ التوافق في العمليه السياسية وتجاهل الفدرالي وتعطيل الدستور في حل مسائل كثيره و ملفات ساخنة عديدة كقانون النفط والغاز والميزانيه العامة ومستحقات البشمرگة بالإضافة الى تنفيذ قانون (١٤٠) والذي يهدف الى اعادة المناطق اللتي سلبها النظام السابق بقوانين إجرائية إجرامية غاصبة جائرة الى الأقليم . شهدت كوردستان تطوراً أمنياً وعمرانياً وثقافياً وحضارياً كثيراً أقرله الاعداء قبل الاصدقاء بفضل التكاتف والتعاضد الشعبي والرسمي لأبناء وطننا وبفضل القيادة الحكيمة والرشيده البارزاني.
التجربة الجديدة في حكم العراق من قبل طائفة الشيعة يؤكد لنا بشكل قاطع لا جدال فيه عن عدم نجاح المشروع الفيدرالي وعدم الاعتراف به من قبل اللذين شاركوا في صياغتها وكتابتها ضمن الدستور العراقي داخل الطائفة الشيعية بالإضافة الى معظم طائفة السنة فعليه وجب اعادة النظر من جديد الى صياغة مشروع جديد للحكم في العراق. بحيث يضمن للجميع حق المشاركة الطبيعية في الحكم و الإدارة والتنمية خصوصاً بين الشعبين الكردي والعربي وما نراه مناسباً كما طرح أخيراً من قبل السيد الرئيس مسعود البارزاني عن (الكونفدرالية) كحل بديل فى ماإذا لم يكن بالامكان حل المعضلات القائمة بين حكومةالاقليم وحكومة المركز والذي يمكن أن نتأملة و بعد انتهاء الانتخابات العامة والمرتقبة إجرائها في (٣٠)من نيسان ٢٠١٤ . العامل الداخلي في العراق بالإضافة ءالى العاملين الاقليمي والدولي هو من صالح جميع الشعوب وطوائف المنطقة لذا وجب على الجميع افراداً وجماعات وأحزباً في السلطة وخارجهاو العمل معاً جنباً الى جنب لتحقيق الاهداف الوطنية والقومية لجميع شعوب والطوائف مع تناسي الاحقاد و الخلافات الشخصية والمنافع الحزبية والفئوية أو المناطقية أو الطائفية من اجل وحدة سلامة وأمن الوطن والمواطن واستكمال مؤسسات الدولة المدنية وتربية الفرد الكردستاني على اساس المواطنة الصالحة وألولاء للوطن لا للاحزاب .
ينبغي علينا جميعاً خصوصاً الطبقة الواعية والمثقفة من ابناء كوردستان فهم و معرفة أهمية الدور التاريخي لكل الاحزاب الكردستانية وقادتها عبر مراحل نضال شعبنا المرير على مدى اكثر من نصف قرن رغم وقوعها في اخطاء تاريخية جسيمة الا انها كانت وفية وصادقة لشعبنافي الكفاح المسلح حتى معركة صناديق الانتخابات. اليوم خصوصاً في هذه المرحلة التاريخية الصعبة والحرجة نحن احوج ما نكون الى توحيد الصفوف من أجل خطابٍ ساسي والوقوف صفاً واحداً وبتعاون وإسناد كل الاحزاب وبدعم شعبي من أبناء كردستان خلف قيادة الرئيس مسعود البارزاني لغرض قيادة سفينة النجاة والإيصال بها الى بر السلام والامان لصالح الجميع. حيث لا مجاله للإستغناء عن شخص البارزاني وحكمته وقيادته الرشيدة نحو الحرية والاستقلال.